المصدر والنص
البيان في تفسير القرآن - السيد الخوئي - الصفحة ١٦٨
الجواز بالقراءات السبع أو العشر،
نعم يعتبر في الجواز أن لا تكون
القراءة شاذة، غير ثابتة بنقل الثقات عند علماء أهل السنة،
ولا موضوعة، أما الشاذة فمثالها قراءة " ملك يوم الدين " بصيغة الماضي ونصب يوم،
وأما الموضوعة فمثالها قراءة " إنما يخشى الله من عباده العلماء " برفع كلمة الله ونصب كلمة العلماء على قراءة الخزاعي عن أبي حنيفة.
وصفوة القول: أنه تجوز القراءة في الصلاة بكل قراءة كانت متعارفة في زمان أهل البيت عليهم السلام.
صفحــ١٦٨ــة
الاجابة باختصار
( كذب وتدليس كعادة المخالفين كما ترى في نفس النص لان الكلام يصف الاصل عندهم وليس عندنا )
التفصيل
اولا
السيد الخوئي قدس سره ذكر الاصل عندنا بقوله
في نفس النص لكنهم يقتطعون
القول وهو هكذ الجواز بالقراءات السبع أو العشر، نعم يعتبر في الجواز أن لا تكون القراءة شاذة، غير ثابتة بنقل الثقات
عند علماء أهل السنة، ولا موضوعة، أما الشاذة فمثالها قراءة " ملك يوم الدين " بصيغة الماضي ونصب يوم، وأما الموضوعة
فمثالها قراءة " إنما يخشى الله من عباده العلماء " برفع كلمة الله ونصب كلمة العلماء على قراءة الخزاعي عن أبي حنيفة.
وصفوة القول: أنه تجوز القراءة في الصلاة بكل قراءة كانت متعارفة في زمان أهل البيت عليهم السلام.
(١٦٨)
وقبل هذا شرح السيد الخوئي قولنا وختم كذلك بقولنا
البيان في تفسير القرآن - السيد الخوئي - الصفحة ١٦٧
2 - جواز القراءة بها في الصلاة:
ذهب الجمهور من علماء الفريقين
إلى جواز القراءة بكل واحدة من القراءات السبع في الصلاة، بل ادعي على ذلك الاجماع في كلمات غير واحد منهم وجوز بعضهم القراءة بكل واحدة من العشر،
وقال بعضهم بجواز القراءة بكل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، ولم يحصرها في عدد معين.
والحق: ان الذي تقتضيه القاعدة الأولية، هو عدم جواز القراءة
في الصلاة بكل قراءة لم تثبت القراءة بها من النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله وسلم - أو من أحد أوصيائه المعصومين - عليهم السلام -، لان الواجب في
الصلاة هو قراءة القرآن فلا يكفي قراءة شئ لم يحرز كونه قرآنا،
وقد استقل العقل بوجوب إحراز الفراغ اليقيني بعد العلم باشتغال الذمة، وعلى ذلك فلا
بد من تكرار الصلاة بعد القراءات المختلفة أو تكرار مورد الاختلاف في الصلاة الواحدة، لاحراز الامتثال القطعي، ففي سورة الفاتحة يجب الجمع بين قراءة
" مالك "، وقراءة " ملك ". أما السورة التامة التي تجب قراءتها بعد الحمد - بناء على الأظهر - فيجب لها إما اختيار سورة ليس فيها اختلاف في القراءة، وإما التكرار على النحو المتقدم.
وأما بالنظر إلى ما ثبت قطعيا من تقرير المعصومين - عليهم السلام - شيعتهم على القراءة، بأية واحدة من القراءات المعروفة في زمانهم، فلا شك في كفاية كل واحدة منها. فقد كانت هذه القراءات معروفة في زمانهم، ولم يرد عنهم أنهم ردعوا عن بعضها، ولو ثبت الردع لوصل إلينا بالتواتر، ولا أقل من نقله بالآحاد، بل ورد عنهم - عليهم السلام - إمضاء هذه القراءات بقولهم:
" إقرأ كما يقرأ الناس. إقرؤا كما علمتم " (1). وعلى ذلك فلا معنى لتخصيص
صفحـــ١٦٧ــة
الجواز بالقراءات السبع أو العشر، نعم يعتبر في الجواز أن لا تكون القراءة شاذة،
غير ثابتة بنقل الثقات عند علماء أهل السنة، ولا موضوعة، أما الشاذة فمثالها قراءة " ملك يوم الدين " بصيغة الماضي ونصب يوم، وأما
الموضوعة فمثالها قراءة " إنما يخشى الله من عباده العلماء " برفع كلمة الله ونصب كلمة العلماء على قراءة الخزاعي عن أبي حنيفة.
وصفوة القول: أنه تجوز القراءة في الصلاة بكل قراءة كانت متعارفة في زمان أهل البيت عليهم السلام.
صفحــــ١٦٨ـة
وبعدها اوضح اصل السنة في الاخذ بالقراءات بمعنى ان اهل السنة ياخذون القراءات على صحة سندها حسب توثيق رواتها وهذا ليس
اعترافا منه بها وانما بيانا
ثانيا
السيد الخوئي قدس سره رد القراءات التي يزعم اهل السنة
صحتها بعد زمن الائمة واوضح ان تجويز الائمة انما للقراءات التي في زمنهم اما مالدى اهل السنة فانهم ابتدعوها في زمن متاخر كما سيتبين لك في
القراءات والاحرف السبعة في نفس الكتاب قبل بضع صفحات
الكتاب : البيان في تفسـير القرآن - خطبـة الكتاب || القسم : التفسير || القرّاء : 8531
القراءات والأحرف السبعة:
قد يتخيل أن الأحرف السبعة التي نزل بها
القرآن هي القراءات السبع، فيتمسك لإثبات كونها من القرآن بالروايات التي دلت على أن القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا بد لنا أن ننبه على هذا الغلط،
وان ذلك شيء لم يتوهمه أحد من العلماء المحققين. هذا إذا سلمنا ورود هذه الروايات، ولم نتعرض لها بقليل ولا كثير. وسيأتي الكلام على هذه الناحية.
والأولى أن نذكر كلام الجزائري في هذا الموضع.
قال: "لم تكن القراءات السبع متميزة عن غيرها، حتى قام الإمام أبوبكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد -
وكان على رأس الثلاثمائة ببغداد - فجمع قراءات سبعة من مشهوري أئمة الحرمين والعراقين والشام،
وهم: نافع، وعبدالله بن كثير، وأبو عمرو بن
العلاء، وعبدالله بن عامر، وعاصم، وحمزة، وعلي الكسائي. وقد توهم بعض الناس أن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة، وليس الأمر كذلك.... وقد لام كثير من
العلماء ابن مجاهد على اختياره عدد السبعة، لما فيه من الايهام.... قال أحمد بن عمار المهدوي: لقد فعل مسبّع هذه السبعة ما لا ينبغي له، وأشكل الأمر
صفحــ[160]ــة
على العامة بايهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر، وليته إذ اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة...".
وقال الاستاذ إسماعيل بن إبراهيم بن محمد القراب في الشافي:
"التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة، وإنما هو من جمع بعض المتأخرين،
لم يكن قرأ بأكثر من السبع، فصنف كتابا، وسماه كتاب السبعة، فانتشر ذلك في العامة…".
وقال الإمام أبو محمد مكي:
"قد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة، وأجل قدرا من هؤلاء السبعة... فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة المتأخرين، قراءة كل واحد منهم أحد الحروف السبعة المنصوص عليها - هذا تخلف عظيم - أكان ذلك بنص من النبي (صلى الله عليه وآله) أم كيف ذلك!!! وكيف يكون ذلك؟ والكسائي إنما ألحق بالسبعة بالأمس في أيام
المأمون وغيره – وكان السابع يعقوب الحضرمي – فأثبت ابن مجاهد في سنة ثلاثمائة ونحوها الكسائي موضع يعقوب"(1).
وقال الشرف المرسي:
"وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها - الأحرف السبعة - القراءات السبع، وهو جهل قبيح "(2).
وقال القرطبي:
"قال كثير من علمائنا كالداودي، وابن أبي سفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع،
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التبيان: 1 / 82.
(2) نفس المصدر: 61.
(3) تفسير القرطبي: 1 / 46.
صفحــ[161]ــة
التي تنسب لهؤلاء
القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من تلك السبعة،
وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره وهذه القراءات المشهورة هي اختيارات أولئك الأئمة القراء"(1).
وتعرض ابن الجزري لإبطال توهم من زعم أن الأحرف السبعة، التي نزل بها القرآن مستمرة إلى اليوم.
فقال:
"وأنت ترى ما في هذا القول، فان القراءات المشهورة اليوم عن السبعة والعشرة، والثلاثة عشر بالنسبة إلى ما كان مشهورا في الأعصار الأول، قل من كثر، ونزر من بحر، فإن من له اطلاع على ذلك يعرف علمه العلم اليقين، وذلك أن القراء الذين أخذوا عن أولئك الأئمة المتقدمين من السبعة وغيرهم كانوا أمما لا تحصى، وطوائف لا تستقصى، والذين أخذوا عنهم أيضا أكثر وهلم جرا. فلما كانت المائة الثالثة واتسع الخرق وقل الضبط، وكان علم الكتاب والسنة أوفر ما كان في ذلك العصر، تصدى بعض الأئمة لضبط ما رواه من القراءات، فكان أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام، وجعلهم - فيما أحسب - خمسة وعشرين قارئا مع هؤلاء السبعة وتوفي سنة 224 وكان بعده أحمد بن جبير بن محمد الكوفي نزيل أنطاكية، جمع كتابا في قراءات الخمسة، من كل مصر واحد. وتوفي سنة 258 وكان بعده القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي صاحب قالون، ألّف كتابا في القراءات جمع فيه قراءة عشرين إماما، منهم هؤلاء السبعة. توفي سنة 282 وكان بعده الإمام أبوجعفر محمد بن جرير الطبري، جمع كتابا سماه "الجامع " فيه نيف وعشرون قراءة.
صفحــ[162]ــة
توفي سنة 310 وكان بعيده أبوبكر محمد بن أحمد بن
عمر الداجوني، جمع كتابا في القراءات،
وأدخل معهم أبا جعفر أحد العشرة. وتوفي سنة 324، وكان في أثره أبوبكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد،
أول من اقتصر على قراءات هؤلاء السبعة فقط، وروى فيه عن هذا الداجوني، وعن ابن جرير أيضا. وتوفي سنة 324".
ثم ذكر ابن الجزري جماعة ممن كتب في القراءة. فقال:
"وإنما أطلنا هذا الفصل، لما بلغنا عن بعض من لا علم له أن القراءات الصحيحة هي التي عن هؤلاء السبعة، أو أن الأحرف السبعة التي أشار إليها النبي (صلى الله عليه وآله) هي قراءة هؤلاء السبعة، بل غلب على كثير من الجهال أن القراءات الصحيحة
هي التي في "الشاطبي>ة والتيسير"، وأنها هي المشار إليها بقوله (صلى الله عليه وآله): أنزل القرآن
على سبعة أحرف، حتى أن بعضهم يطلق على ما لا يكن في هذين الكتابين أنه شاذ، وكثير منهم يطلق على ما لم يكن
عن هؤلاء السبعة شاذا، وربما كان كثير مما لم يكن في "الشاطبية والتيسير"، وعن غير هؤلاء السبعة أصح من كثير
مما فيهما، وإنما أوقع هؤلاء في الشبهة كونهم سمعوا "أنزل القرآن على سبعة أحرف" وسمعوا قراءات السبعة فظنوا
أن هذه السبعة هي تلك المشار إليها، ولذلك كره كثير من الأئمة المتقدمين اقتصار ابن مجاهد على سبعة من القراء،
وخطأوه في ذلك، وقالوا: ألا اقتصر على دون هذا العدد أو زاده،
أو بين مراده ليخلص من لا يعلم من هذه الشبهة.
ثم نقل ابن الجزري - بعد ذلك - عن ابن عمار المهدوي، وأبي محمد مكي ما تقدم نقله عنهما آنفا"(1).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النشر في القراءات العشر: 1 / 33 - 37.
صفحـ[163]ــة
قال أبو شامة:
"ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل "(1).
وبهذا الاستعراض قد استبان للقارئ، وظهر له ظهورا تاما أن القراءات ليست متواترة عن النبي (صلى الله عليه وآله) ولا عن القراء أنفسهم،
من غير فرق بين السبع وغيرها، ولو سلمنا تواترها عن القراء فهي ليست متواترة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قطعا.
فالقراءات إما أن تكون منقولة بالآحاد، وإما أن تكون اجتهادات من القراء أنفسهم، فلا بد لنا من البحث في موردين.
منهاج الصالحين - السيد الخوئي - ج ١ - الصفحة ١٦٥
(مسألة 615): إذا اعتقد كون الكلمة على وجه خاص من الاعراب أو البناء، أو مخرج الحرف، فصلى مدة على ذلك الوجه، ثم تبين أنه غلط، فالظاهر الصحة، وإن كان الأحوط الإعادة.
(مسألة 616): الأحوط القراءة بإحدى القراءات السبع، وإن كان الأقوى جواز القراءة بجميع القراءات التي كانت متداولة في زمان الأئمة عليهم السلام.
المسائل المنتخبة - العبادات والمعاملات
تكبيرة الإحرام - القراءة
(مسألة 267): يجب أن يأتي بالقراءة صحيحة فيجب التعلم مع الإمكان، فإن أخره عمداً حتى ضاق الوقت وجب عليه الائتمام بمن يحسنها، واذا لم يتمكن من التعلم لم يجب الائتمام، وجاز أن يأتي بما تيسر منها. والأولى أن تكون القراءة على طبق المتعارف منها، وهي قراءة عاصم عن طريق حفص، والأحوط فيها ترك الوقف بحركة، والوصل بسكون، وكذا في سائر اذكار الصلاة.